أبو الفنون Admin
عدد المساهمات : 340 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 الموقع : https://www.facebook.com/MjltTyatrw
| موضوع: سلقط في ملقط .. عندما يختلط عمق السياسة بالكوميديا الجمعة فبراير 15, 2013 12:22 am | |
| [center] [/center][b]بقلم عبير مدحت
عندما شاهدت العرض للمرة اﻷولي كان الزحام شديدا واضطررت للجلوس في مكان ليس بالمناسب للمشاهدة ومنها لما يتبين لي كثير من تعبيرات الممثلين والحركة ... ولكن عندما شاهدته في المرة الثانية وكان مكان الرؤية جيدا اكتشفت اننى لم اري العرض من قبل ... فالعرض يحتوي علي مقومات المسرح التي تجعله يبقي في الذاكرة بلا جدال. العرض من تأليف رأفت الدويري ومن إخراج ايمل شوقي ، يتحدث سلقط في ملقط عن الظلم والطغيان المتمثل في جساس كبير البلد الذي يقتل ويحاول المحقق معرفة قاتله باستجواب اهل البلدة بأكملها ، ليعترف الجميع بقتله للانتقام من طغيانه ليتبين في النهاية ان المحقق هو قاتل جساس .. فكان التعبير اﻷمثل عن ظلم وطغيان تعرض له شعب بأكمله من اصغر فرد به حتى النظام نفسه ليضع نهاية له حتى وان كانت من داخل النظام ، فزيادة وطول فترة الظلم تزيد من الاحساس بالانتقام والثأر للكرامة. كان لتفاصيل العرض المتميزة اﻷثر في شد انتباه الحضور من ديكور ، اضاءة ، ملابس ، ماكياج ، موسيقي و استعراضات وبالتأكيد الاخراج المتميز الذي قدم وجبة دسمة لتجعل المتفرج يستمتع بتفاصيل العرض من كوميديا ، استعراض ، موسيقي ، وطاقة تمثيلية هائلة لصعوبة اﻷداء الصعيدي حي علي المسرح ... جاء دور المحقق يحمل طاقة تمثيلية كبيرة استطاع من خلالها مجدي فكري التنقل بالمشاهد بين أحاسيس مختلفة من محقق يلعب دور النظام ، وعاشق مهزوم في حبه ، حتى الجاني الذي يحكي تفاصيل جريمته ليجعلك تتعاطف معه .. اما مرة والتي لعبتها عبير الطوخي اخذت الاتجاه الصعيدي الجاد في العمل وقد استطاعت ان تستمر علي نفس المستوي للأداء حتى مع وجود الكوميديا ... بخلاف دور جليلة والتي لعبته سميحة عبد الهادي والتي استطاعت الامساك بتفاصيل الشخصية الصعيدية الجادة من جهة وخفة دم الشخصية في اماكن مختلفة من العمل من جهة أخري .. لم تكن المرة اﻷولي لمراد فكري لعب دور شاب شعبي ولكنها الاولي في دور المطرب الشعبي خفيف الظل غندور المتغندر ، فجاء أداءه بسيط ومتميز ليعبر عن تفكير وطموحات قاعدة ليست بالبسيطة في اطار كوميدي ومؤثر في آن واحد ... اما دور الماظية والتي لعبتها نهاد سعيد استطاع ان يضفي جو البهجة من استعراض وكوميديا حتى اخذت الجميع في ديلوج درامي مع المحقق للتعبير وبقوة عن مشاعر انثي مجروحة من هجران من تحب ... وجاءت ادوار هاني النابلسي ، ناجح نعيم ، حسان العربي ، جلال الهجرسي والعساكر احمد ظريف ، وأحمد الراعي نسمات الكوميديا للتخفيف من جو الثأر والجريمة لاكتمال وجبة العرض واحتوائها علي تفاصيل الدراما المختلفة ... أما دور الشاب المتعلم والذي لعبه أحمد زايد كان مميزا للتأكيد علي دور العلم في الارتفاع بتفكير اﻹنسان لخروجه من فكرة الثأر حتى وان فعلها آخر .. تميز جميع الممثلين في أدوارهم انتهاءا بالمجاميع الي اشعار كوثر مصطفي لتكتمل تفاصيل العرض في سمفونية متكاملة ... ولا يسعنا في النهاية الا تمنى انتشار هذه النوعية من الفن لاحتوائها علي كافة عناصر المشاهدة الممتعة والفكر العميق للسمو بالروح والوجدان.b] ] | |
|