بقلم/ عبير مدحت
دخلت أفلام الرعب في اهتمام الكثير من الناس ، وبرغم مبالغة العديد منها إلا أنها حققت نجاحات كبيرة حتى ان عددا من تلك الأفلام قد انتج له اكثر من جزء ... وعندما دخل الطفل افلام الرعب جاءت سلسلة من الافلام للعبة تسكنها روح شريرة ... أنما الجديد في فيلم "Mama" لعب الطفل دور البطولة وليس طفل واحد وانما اختين في شكل درامي شيق وجديد ...
فالقصة تدور حلو طفلتين فيكتوريا وليلي اللتين اختفتا في الغابات لسنوات حتي يعثر عليهمأ عمهما ، ولكن لا يأتيان بمفردهما وانما بروح ام شريرة ... لتدفع احدهما ثمن مقابلة هذه اﻷم بينما تختار اﻷخري حياتها القديمة الهادئة ...
جاءت قصة الفيلم مأخوذه من فيلم قصير للمنتجين العالميين أندريس موسكيتي و شقيقتة باربرا موسكيتي ، والذي عرض في 2008 بعد ان حقق نجاحا كبيرا حيث جذب انتباه صناع السينما واهتمام المهرجانات العالمية .. شارك الاخوين موسكيتي السيناريو والحوار " نيل كروس" الذي أخذ روح الفيلم القصير ليخرج منه فيلم طويل بدقة وحرفية عالية ...
استطاع مخرج الفيلم أندريس موسكيتي ان يأخذ المشاهد إلي عالم رعب مختلف ... فكانت تفاصيل الصورة طبيعية لا تتسم بالمبالغة ولكن دور الرعب ظهر في سرعة الكادرات والمؤثرات الصوتية والمفاجأه احيانا أخري ... وبرغم ذلك لم يكن مقدار الرعب مبالغ فيه وانما جاء موضحا للقصة واﻷحداث الدرامية ... فأكثر ما يميز هذا الفيلم الطرح الهادئ لفكرة افلام الرعب التي يمكن ﻷي شخص رؤيتها ...
وكعادة افلام الرعب واﻹثارة لعبت الموسيقي التصويرية " لفيرناندو فيلاسكوز" والمؤثرات الصوتية ، دورا كبيرا في الحبكة الدرامية وعدم اضطراب المشاهد بفكرة الرعب في اﻷساس ...
وبرغم تألق " جيسيكا شيستان" و " نيكولاج كوستر والدو" في ادوارهما لاحتواء اضطراب الطفلتين ، الا ان الابطال الحقيقين هما فيكتوريا وليلي والذي لعبوا ادوارهم " ميجان شاربنيتر" و " ايزبيل نيليسي" ... لم يكن تألق الطفلتين لكونهما محور اﻷحداث واتجاه مشاعر المشاهد اليهما ، وانما استطاعتا ان يظهرا طاقة تمثيلية كبيرة وردود أفعال قوية تدهشك كونهما طفلتين ... حيث ان هذا التمكن يستغرق من الكبار وقت طويلا في أخذه من الخبرة ... اﻷمر الذي يؤكد تفوق المخرج في خروج هذه الطاقة وموهبتهما ...
وبرغم كوني لا أميل لأفلام الرعب الا ان فيلم "mama" كان اﻷول من نوعه في دخول افلام الرعب لفكرة الدراما اﻹنسانية ، وإستخدام مفردات الحياة الطبيعية ﻷي إنسان ممزوجه بالخيال في شكل درامي مختلف.