مجدى فكرى: قررنا تقديم "سلقط فى ملقط" بدون أجر حبا فى مصر.. لكن المسئولين رفضوا!!

على الرغم من عمله بالسينما والتلفزيون وحصوله على جوائز عن بعض أدواره إلا أن قوة أدائه تظهر جلية عندما يقف على خشبة المسرح ، وفى عرضه المسرحى الأخير "سلقط فى ملقط" يصل الفنان مجدى فكرى إلى أعلى مستويات الأداء الفنى، الذى جاء مشعا بالبريق والحضور مما جعله ينتزع إعجاب كل من شاهد العرض.

وفى هذا الحوار الهام مع "أبو الفنون" فتح لنا مجدى فكرى قلبه وحدثنا عن شعوره بالنجاح الكبير الذى حققه العرض من الناحيتين الجماهيرية والنقدية .. كما تطرق الحوار إلى رؤيته لمستقبل الفن فى مصر وأشياء أخرى..
أجرت الحوار: عبير مدحت

* كيف تقيم تجربتك فى العرض المسرحى "سلقط فى ملقط"؟
** سعدت جدا بعملى فى هذه الرواية التى قدمتها باستمتاع شديد كتبها الأستاذ رأفت الدويرى وأخرجها بعبقرية المخرج إميل شوقى وشاركنى بطولتها مجموعة من الفنانين الموهوبين جدا وعلى أعلى مستوى الذين شرفت بالعمل معهم ، وكذلك جاءت جميع عناصر العمل الأخرى من موسيقى رائعة وديكور جميل بالإضافة لفكرة النص الجميلة والتى تدعو إلى محاربة الظلم والفساد والحمد لله حققنا نجاحا كبيرا وإقبالا جماهيريا منقطع النظير طوال ليالى العرض الثلاثون وكان هناك بعض الجماهير لانجد لها مكانا بالقاعة وهناك من كان يشاهد العرض واقفا على قدميه ومن شاهد العرض أكثر من مرة والحقيقة أن نجاح العرض فاق كل توقعاتى فى ظل الظروف الصعبة التى تشهدها مصر حاليا.

* وماذا عن دورك بالعرض؟
** أجسد شخصية"مصطفى" المحقق الذى يحقق فى جريمة قتل تقع فى إحدى قرى الصعيد لكبير القرية الذى يدعى "جساس" ويتسابق الجميع لإعلان مسئوليتهم عن تلك الجريمة وفى النهاية يعترف المحقق بأنه القاتل الحقيقى لجساس خاصة عندما يجد "قمر" حبيبته القديمة التى تحولت إلى غازية وإمرأة تبيع جسدها لمن يرغب فى المتعة الحرام تعترف بجريمة القتل.

* ماهى خطتكم للعرض خلال الأيام القادمة؟
** قررنا استئناف عرض المسرحية للجمهور بدون أى مقابل مادى نظرا لعدم وجود مخصصات مالية وذلك حبا فى مصر وحبا فى جمهورنا الجميل الذى نفتح له المسرح بدون مقابل ورغم ذلك فقد رفض المسئولين!! ولاتعليق لدى، والعرض تم ترشيحه للمشاركة فى مهرجان مسرحى باليمن وتم ترشيحه عن طريق وزير الثقافة اليمنى الذى حضر لمشاهدة العرض وأشاد به كثيرا ، كما أن العرض تم ترشيحه للمشاركة فى فعاليات المهرجان القومى للمسرح نهاية الشهر الجارى، وهناك وعد من الدكتور صابر عرب وزير الثقافة بعمل جولة فى محافظات مصر وتلقينا بالفعل دعوة لتقديم العرض بمدينة المنصورة وأماكن أخرى، لكننا أرجأنا الأمر حتى تستقر الأوضاع.

* ألا ترى أن نجاحك فى تجسيد شخصية الصعيدى قد سجنك فى تلك النوعية من الأدوار؟
** لا على الإطلاق فأنا لم أسجن فى إطار الشخصية الصعيدية ولا أستطيع أن اقول أن لى الحرية الكاملة فى انتقاء أدوارى وأرفض الكثير منها .. لكننى أستطيع أن أؤكد أن مصر مقسومة إلى نصفين "قبلى وبحرى" ففى النهاية سيصبح من الطبيعى أن اقدم نوعية أدوار أكثر من مرة.

* رأى البعض البعض أن دور "أبوالعلا" الذى جسدته فى مسلسل "سيدنا السيد" كان رمزا للحركات الثورية التى أطاحت بمبارك، فهل كان ذلك مقصودا بالفعل؟
** عندما قبلت الدور لم أفكر فى ذلك ولم أعتبر نفسى رمزا لحركة أو شخص أو رمزا ميدان التحرير، فأنا جسدت دور شخص فقير يتعرض لظلم فاحش من كبير القرية الظالم وناهضت ضد هذا الظلم طويلا حتى تم قهر هذا الرجل وإيقافه عن ظلمه والانتقام منه وأنا عن نفسى لست مسئولا عن كيفية تفسير المتلقى لدورى على أنه رمز للثورة أو تفسير دور الفنان جمال سليمان على أنه رمزا لمبارك.

* صرحت بأن مسلسل "النار والطين" قد تعرض للظلم عندما تم عرضه حصريا خلال شهر رمضان الماضى، فهل ترى أنه تم إنصافه بعد إعادة عرضه مؤخرا؟
** أعتقد أن إعادة عرضه قد ساهمت بالفعل فى مشاهدته بصورة جيدة وبصورة أفضل أيضا فقد قيل لى أن القناة التى عرضته فى رمضان كان لديها مشاكل فنية فى ماكينة عرضه مما جعل الصورة مشوهة فانصرف الناس عن مشاهدته ، وهو مسلسل متميز جسدت فيه دور "هريدى" وكان معنا مجموعة من النجوم مثل صديقى الجميل ياسر جلال والميس حمدان ومادلين طبر وبثينة رشوان وسهير المرشدى، كتبه الكاتب الكبير أنور عبد المغيث وأخرجه المخرج أحمد فهمى عبد الظاهر بطريقة جيدة ومتميزة وشعرت بالفخر من خلال عملى معه.

* الدور كان لشخص لا يجد قوت يومه فتحول للسرقة والبلطجة .. كيف رأيت هذا الدور عندما قرأته لأول مرة؟
** أرى أنه أمر متوقع أن يتحول الجائع إلى لص .. وهذا ليس دفاعا عن السرقة، وإنما سلفنا الصالح كانوا لايقيمون الحد على سارق إلا إذا نام الجميع شبعانا، فاللص الذى سرق رغيفا يطعم به أمه أو أولاده معذور فى ذلك وأكرر أننى لا أدافع عن هذا اللص ولا أمنحه مبررا للسرقة، وشخصية "هريدى" تنتمى لتلك النوعية من الناس وأعتقد أن القاضى لن يكون منصفا إذا حكم على مثل هؤلاء بنفس الحكم الذى يحكمه على سارق لا يحتاج لأى شيىء كرجال النظام السابق مثلا الذين كانوا يعتلون أعلى المناصب وينالون أكبر المرتبات ويسرقون قوت الشعب.

* على ذكر النظام السابق .. قبل قيام الثورة تنبأ الكثيرين بقيام بثورة للجياع .. ومازال هذا الاحتمال قائما حتى الآن .. فهل تتوقع قيام ثورة الجياع قريبا؟
** هذا أمر غير مستبعد بالمرة خاصة لو ظل الأمر كما هو عليه، ويجب أن نتدارك ذلك بسرعة عن طريق العمل والإنتاج وأن يلمس الناس الوعود الكثيرة التى وعدوا بها ولم يتحقق شيئا منها، وأنا لا أطال بتحقيق كل الوعود ولكن أشياء منها حتى يشعر الناس بالأمان، فإذا لم يحدث ذلك فسيكون القادم أسوأ.

* من يتحمل مسئولية ما يحدث بالشارع السياسى؟
** النظام القائم على الحكم هو المسئول بالرغم من تصريحاته الدائمة بأنه يحاول السيطرة ولا يستطيع، فلو تحدثنا عن تأمين الجمهور والممثلون فى ذلك المسرح على سبيل المثال فعلى من تقع مسئولية ذلك ومن يحاسب بالتأكيد إدارة المسرح لأنها لم توفر الأمن والحماية اللازمة لذلك.

* هل شعرت بالندم يوما على تركك مهنة التدريس؟
** التدريس مهنة سامية شرفت بالعمل بها فى بداية حياتى العملية، لكننى لم أشعر يوما بالندم على تركها وتحولى للتمثيل فأنا أرى أن المهنتين قريبتين من بعضهما البعض فأنا هنا أوصل رسالة للتلاميذ وهنا اوصلها لقاعدة أكبر وهو الجمهور والذى اختلفت هو فقط نوعية المتلقى.

* يتخوف الكثيرين على مستقبل الفن فى ظل الحكم الحالى .. فهل تشاركهم هذا التخوف؟
** لاأستطيع أن أجيبك على هذا السؤال بصورة مباشرة لكننى أستطيع أن استشعر أن الأمر سيشهد اختلافا وتراجعا كبيرا فى الإنتاج فالأعمال الفنية قلت ولا ندرى مايحمله لنا الغد.