أبو الفنون Admin
عدد المساهمات : 340 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 الموقع : https://www.facebook.com/MjltTyatrw
| موضوع: ريم خيرى شلبى تكتب: الحاج "المقدّس"!! الجمعة أغسطس 30, 2013 10:09 pm | |
|
لا انسي طفولتي في احد أحياء المعادى الهادئة جدا، والتي يعرف الناس فيها بعضهم، ليس للتداخل ولكن لقلة عددهم ولا انسي أبدا ذلك الرجل، الذي لا يخلع أبدا جلبابه الأبيض شديد البياض والنظافة، وذقنه البيضاء التي تشبه القطن الطبي والشعر الأبيض الذى يطل من تحت طاقية بيضاء أيضا، كان يشبه الملائكة التي كانت تتحدث عنهم كتب الحكايات، كنت ارتاح كثيرا لطلته رغم كرهي وخوفى من اى شخص له ذقن دون معرفة سبب محدد لذلك ولا اعرف لهذا الرجل اسم سوى (المقدّس)،
وذات صباح دق جرس الباب ونظرت أنا من شراعة صغيرة كانت في كل باب مصرى ورأيت هذا الملاك اقصد (المقدس)، سألني هل بابا موجود جريت مسرعة لأبى دون أن افتح الباب وقولته: " بابا بابا الحاج المقدس جه عايزك" ، رأيت على وجه أبى ابتسامة غريبة وضحكة كبيرة مؤجلة لم اعرف سببهما وأسرع نحو الباب وقام بفتحه وادخل الحاج المقدس إلى غرفة المكتب والتي كان لا يستقبل بها سوى الأصدقاء المهمين الذي لا يمل صحبتهم .
ورأيته يرحب به ترحيبا كبيرا رغم أنها المرة الأولى التى يأتى فيها لزيارتنا وطلب من امى عمل الواجب ، فرحت به امى أيضا ومالت على يده وقبلتها فى مشهد لم أرى امى عليه قبل ذلك ، لا اذكر ما كان سبب الزيارة ولكنى اذكر ان أبى نادانى فور خروج الحاج المقدس من عندنا وأجلسني أمامه وهو يضحك ضحكته المؤجلة ويقول لي: يا اما حاج يا إما مقدس .. قولتله مش فاهمة أنا كنت فاركة ان اسمه المقدس والحاج دى من عندى عشان هو راجل كبير وإحنا بنقول حاج للراجل الكبير.
وكانت أول مرة فى حياتى اعرف انه يوجد ديانات للناس مسلم ومسيحى ويهودى، وأن المقدس تطلق على المسيحى الذى يحج إلى بيت المقدس والحاج للمسلم الذى يحج الى الكعبة، ولم ينسى أبى أن يخبرنى أننا امام الله سواسية وسوف نحاسب بأعمالنا، وانه لا يجب علينا أبدا معاملة شخص أو تمييزه حسب الديانة أو العرق، الكلام وقتها كان صعبا علىّ ولكننى استوعبت الدرس جيدا وفهمته أكثر بعد ذهابي إلى المدرسة .
ولكنى أيضا والغريب اننى ظللت فترة طويلة من حياتى أنادى احد بلديات أبى وامى رحمة الله عليه بخالو مكرم لمعرفتي انه من أقارب امى،وكنت أرى الفرحة الشديدة عندما يتصل بنا للسؤال علينا أو زيارتنا من آن لآخر، إلى أن فوجئت ذات يوم وأنا كبيرة بأبي وأمي يخبرانني أنهما ذاهبان لفرح ابنة خالو مكرم وعندما سألتهم في أى مكان اخبراني انه في إحدى كنائس شبرا ثم يذهبوا لأحد المراكب على النيل.
وقفت ذاهلة وجلست اضحك أنا هذه المرة بعد إكتشافى أن خالو مكرم مسيحى وأنه من بلدتنا، وكانت تربطه بأبي وامى صداقة قوية إلى أن تركوا البلد وذهبوا كل واحد في طريقه..الحقيقة اننى تعلمت كثيرا من هذه الأمور
أولا: ألا اسأل شخص عنه ديانته ولا اهتم لذلك. ثانيا: ألا يشغلني أبدا أمر من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار .. وأخيرا أن الدين المعاملة
| |
|